خطبة جمعة عن بدعة المولد النبوي الشريف وحكم الاحتفال به

خطبة جمعة عن بدعة المولد النبوي الشريف وحكم الاحتفال به شرعاً مع الأدلة الشرعيّة على صحة الحكم؟، ففي هذه الأيام أحدثت الكثير من البِدع التي تشوّه صور الدين، وتؤدي إلى نتائج منحرفة عن أغراض الطاعات والعبادات الأصلية، ولذلك سيتم فيما يلي وعبر موقع ويكي الخليج سرد خطبتي جمعة تتضمنان حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشّريف هل بدعة أم لا؟، مع الأدلة الشرعيّة الثابتة في أصل الدين من كتاب الله العزيز وسنة نبيه.

خطبة جمعة عن بدعة المولد النبوي الشريف وحكم الاحتفال به

توجد الكثير من البدع التي يعمل بها أهل الإسلام، والتي يؤكد الكثير من أهل العلم والإسلام أن لا أساس لها من الصحة في أصل الدين والفقه، وفيما يلي سيتم تقديم خطبتي الجمعة الأولى والثانية تحت عنوان الاحتفال بالعيد النبوي الشريف بدعة من بدع الزمان المعاصر، وهي كما في الآتي:

اقرأ أيضًا: خطبة الجمعة عن المولد النبوي الشريف ملتقى الخطباء

خطبة الجمعة الأولى عن بدعة المولد النبوي الشريف

إن الحَمد لله حمداّ كثيراً يوافي عظيم النعم ويكافئ مزيدها، اللهمّ أنت المستعان في كل أمر، وبك نعوذ من شر محدق ولأجلك نتبرأ من كل سوء عملناه، إلهي إني أشهد أنه لا ضلالة لمن تهدي ولا هداية لمن أضللت، اللهمّ صلِّ وسلم وزد وبارك على رسول الله وارزقنا منه الشفاعة في يوم الحساب، أَمّا بعد:

عباد الله! عليكم بتقوى الله حق تقاته كما أمر والابتعاد عما يغضبه كما نهى وزجر في قوله العزيز: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}[1].

في أيامنا هذه لا أكثر من البدع، ومنها الاحتفال بيوم المولد النبوي الشريف التي ما أنزل الله به من سلطان، ففيه تشبّه بالغرب واليهود والعياذ بالله، ويجمع الكثير من أهل العلم أنها بدعة منكرة، وأن أول من أتى عليها هم العبيديون خلال القرن الـ 4 للهجرة، وقد أثبت علماؤنا خطأ هذه البدع استناداً لأدلة كثيرة ومنها:

  • إن النبي الأكرم لم يشرعها لا بالقول ولا بالفعل وهو مثلنا الأعلى لقوله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ العِقَاب}[2].
  •  لم خلفاؤنا الراشدين بها.
  • أول من احتفل بها هم الفطميين والعبيديين أتباع المعز لدين الله العبيدي.
  • أن النبي أتم الدين فبيّن أساسياته ونواهيه، وما ورد في سنته وتعاليمه شيئاً عنها، قال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا}.[3]
  • أن مثل هذه الأفكار البدعيّة لم تقدّم للدين ما يكمله فلا تأثير لها به.
  • أن من يدعي أنها حباً برسول الله فعليه اتباع هدايته استناداً لقول النبي: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}.[4]
  • أن فيه تشبه باليهود والنصارى في مناسباتهم وهو ما نهانا عنه نبينا الكريم.
  • أن العاقل يعي أن كل عبادة أو طاعة في الدين لها أصل ودليل شرعي ثابت، وإن عمّت الفوضة ، لقوله تعالى: {وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ }[5].
  • أن الأصل في اي أمر يختلف المسلمون بصدده رده إلى الله ورسوله لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا}[6].
  • أن أصل التأسي بالنبي وصيام هذا اليوم قياساً على حديثه: “قال ذلك يومٌ ولدتُ فيهِ ويومٌ أُنزلت عليَّ فيهِ النبوةُ قال يا نبيَّ اللهِ فصومُ يومِ عرفةَ وعاشوراءَ كذا علمتُ قال أحدهما يعدلُ السَّنَةَ والآخرُ يكفِّرُه الباقي أو قال أحدهما يُكفِّر ما قبلَه وما بعدَه”.[7]
  • قد يتم الكثير من المفاسد خلال الاحتفال كتداول الشعر وهو من المحرمات.

عباد الله؛ أيها الأخوة الكرام تيقنوا بأن عليكم الالتزام بخير ما جاء في الكتاب والحديث واعلموا أن خير الهداية هديُ محمد سيد الثقلين -صلى الله عليه وسلم-، وأن شر الأمور مُحدثاتها، فكلّ محدثة بِدعة، وكل بِدعة فيها الضلالة، وأن كل ضال مثواه النار، أقول قولي وأستغفر الله فاستغفروه يا أأولي الألباب.

اقرأ أيضًا: خطبة جمعة مكتوبة عن المولد النبوي

خطبة الجمعة الثانية عن بدعة المولد النبوي الشريف

الحمد لله عدد إحسانه، والشكر للباري شكراً جزيلاً يوافي توفيقه وامتنانه، اللهمّ إنّا انك ربنا ونحن على عهدك ووعدك ما استطعنا، ونعلن لك العبودية، ونجهر إليك مهطعين معلنين الطاعة، ونشهد ألا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأن وأن محمداً عبدك ورسولك، أما بعد:

أخوة الإيمان!؛ اتقوا شر المحدثات والبدع واعلموا أنها سبل المهالك، وكما سمعتم من الأدلة السابقة نصل لما مفاده أن الاحتفال بالمولد النبوي بدعى محضة وفيها تشبّه باليهود والعياذ بالله، ويحرم ما يحصل بها من مفاسد وربما اختلاط بين الرّجال والنساء، وتعدّي على حدود الله، فاتقوه يا أولي الألباب، واتّبعوه وإياكم والابتداع في أصول الدين اتباع هداية وليس طاعةً عمياء، فكلكم عامل وكلكم محاسب عما يعمل.

عباد الله؛ اعملوا وتزودوا بالطاعات وأكثروا الزوادة للآخرة، وخير العمل الصلاة والسلام عبلى رسول الله، كما أمرنا الله في الكتاب المجيد إذ قال: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}[8]، للهمّ أرضى عنّا وعن ولاة أمورنا وفقهنا من ديننا ما لا نعلم، فيا ربّ نسألك العفاف والغنى والتقى والهدى إلى جادة العقال والصواب، اللهم ردنا إلى دينك رداً جميلا.

أخوة الإيمان:

{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}[9].

فاذكروا الله في قيامكم وقعودكم ولا تتوانوا عن الذكر ما حييتم، إني داعٍ فأمنوا: “فقرة الدعاء ثم إقامة الصلاة”.

اقرأ أيضًا: توزيعات بالفوم نشاط للاطفال عن المولد النبوي

خطبة جمعة عن بدعة المولد النبوي الشريف وحكم الاحتفال به pdf

إن تحميل ملف pdf كامل الفقرات لخطبة جمعة عن بدعة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف متاح مباشرةً “من هنا“، حيث تم بفقراته تقديم حُكم بدعة الاحتفال به شرعاً مع الأدلة على عدم صوابه من القرآن والسنّة النبوية الشريفة.

اقرأ أيضًا: توزيعات المولد النبوي الشريف بدون حقوق جاهزة للطباعة

خطبة جمعة عن بدعة المولد النبوي الشريف وحكم الاحتفال به doc

إنّ الحصول على ملف كتوب وجاهز للطباعة لخطبة يوم جمعة مميزة ملئى بالوعظ عن بدعة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف متاح مباشرةً “من هنا“، مما يستفاد منه بتوعية الخلق بدينهم ونهج النبي الأكرم إلى المحدثات التي تؤدي إلى المهالك أو ضياع أجر العبادات.

وبهذا نختتم المقال الذي قُدم بفقراته خطبة جمعة عن بدعة المولد النبوي الشريف وحكم الاحتفال به، مع إتاحة الخطبة كملفات pdf أو doc للتحميل المباشر من صفحة الموقع.

المراجع

  1. سورة الأحزاب , الآية 70 - 71
  2. سورة الحشر , الآية 7
  3. سورة المائدة , الآية 3
  4. سورة آل عمران , الآية 31
  5. سورة الأنعام , الآية 16
  6. سورة النساء , الآية 59
  7. مسند عمر , ابن جرير الطبري ، عمر بن الخطاب ، 1/289 ، إسناده صحيح
  8. سورة النحل , الآية 90
الوسوم