خطبة عن المخدرات بالعناصر كاملة
جدول المحتويات
خطبة عن المخدرات بالعناصر كاملة يستعرض خلالها الرأي الشرعي بهذه المواد الدخيلة على المجتمع الإسلامي من الغرب، فيراد منها التحكّم بعقول الشباب وإذهابها، وجرهم إلى ما لا يرضي الله ورسوله، واستثمار طاقاتهم الكامنة بما لا يخدم الدين، أو العمل على أن تخور فلا يرجى منها الخير، ويقدم ويكي الخليج بالتالي خطبة جمعة مميزة عن آفة المخدرات وآثارها.
مقدمة خطبة عن المخدرات بالعناصر كاملة
إنّ المخدرات آفة من آفات المجتمع المعاصر، تسلب من المؤمن عقله ولبّه، ومن ينجرف خلف أهوائه بها، فقد خسر الدنيا والآخرة، ولزم ما وعده الله من العقاب لمخالفته ما أمره باجتنابها، لأنه فرّط بنعمة العقل التي ميّزه الله بها عن ثائر الخلق دون البشر، فقد أكرمنا الله تعالى بالعقل لنميز بين الخير والشر، والإنسان محاسب لهذا السبب عن عمله، فيما يأتي يستعرض خطبة متكاملة العناصر عن المخدرات وآثارها والأدلة الشرعية عن تحريمها وأضرارها بالبشر، وما فيها من أسباب البعد عن رضا الله والمجافاة بينه وبين الذات الإلهية:
اقرأ أيضًا: كيف أنظف دمي من المخدرات
الخطبة الأولى عن المخدرات
بسمك اللهم وبحمدك؛ نحمدك ونستهديك ونسترشدك إلى الخير كله، إنّ الحمد لك وحدك ولعظيم وجهك وجلال سلطانك، نستعينك اللهمّ ونهتدي بهديك يا رب العرش الكريم، ونشكرك ولك منّا الشكر كلّه، ولا نحصي عليك نعمك يا واسع الكرم والمنّة، إنّ الحمد والشكر للخالق عدد نعمة ما كان منها وما سيكون، وعدد ما في الكون من حركاتٍ وسكون، الحمدُ لله الذي وهبنا العقل، وهدانا فيه إلى جادة الصواب، ونوّر بصيرتنا به إلى الدين الحق بنبيّ صادق الوعد وأمين، الحمد لله على ما أعزنا به عن سائر خلقه فميزنا بالرشد والدراية، والصلاة والسلام على نور الهدى، ومن تبعه من الأولياء الصالحين، أما بعد:
إخوة الإسلام وشركاء العقيدة، لقد خصّنا الله تعالى بنعمة العقل والرّشد، وميزنا بهما عن سائر الخلق، ومن واجبنا في هذه الدنيا أن نعمرها بالطاعة، وأن نهذّب النفس، ونكبح جماحها عن حب الدنيا وملذاتها والانجراف خلف الشهوات، قال تعالى بكتابه العزيز:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ}.[1]
وفي شرح هذا الكلام العطر من كتاب الله يقول الطبري علينا أن نصدّق ما ورد بالكتاب والسنّة، فنأتمر بما أمروا وننتهي عما نهوا، ونبتعد عن أعمال الشياطين فهي من الموبقات والمذهبات لرحمة الله، ومن ارتكب الذنوب وأكثر من الكبائر، وتحدي والعياذ بالله الذات الإلهية بالمعاصي أُخرج من أبواب الرحمة، وبات من أتباع الشياطين، لكونه تبع شهوته بما زُيّن له من المعاصي، عصا ربّه واحتسى خمراً وما يعادله من المحرمات، نعم أيها الأخوة فالمخدرات من الأمور التي نُهي عنها المؤمن بشرع الله ودينه، لأنها كالخمر تذهب العقل، وكل مُذهباً للعقل فهو حرام ومسبب لسخط الله.
أيها الأخوة المخدرات شرّاً مُتكيــر وبلاءٌ عَظيماً ومن أسباب فساد الرجال وفساد المجتمع، وفساد العقول يخلق الخراب في المجتمعات المطمئنة، لأنه البيئة الخصبة الولادة للفتك والجرائم، وهو الرحى التي تطحن ما أنتج العبد والمجتمع الصالحين، ففيها سبيل المهالك والضياع، وينطبق على مدمنى هذه المحرمات قوله تعالى:
{فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ ۙ وَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ۚ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىٰ خَائِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}ز[2]
فهؤلاء مستبعدون من الرحمة في الدنيا والآخرة، ولا يحبذهم الناس؛ لأنهم باتوا من المكروهين، لا ينفعهم في الآخرة لا قربان ولا سواه، لأن قلوبهم لم تعد تعي الذات الإلهية، ولم يعودوا قادرين على فهم سبب خلقهم في هذه الأرض، التي جعلهم الله بها للإعمار بالطاعة.
عباد الله، طريق المخدرات طريق الموبقات وهو طريق الشر والشر منا نحن البشر، وطريق العذاب والعذاب لنا على عملنا، ومتعاطيها ليس حيّاً بين الأحياء، ولا ميتاً يريح أهله من عمله وصيته، علموا أبنائكم حرفة السيطرة على العقل، وهذبوها بلا إله إلا الله واكبحوا جماح شهوات الأبناء بالصلاة، وفهموهم أن الصلاة هي خير العمل كما أمرنا رسول الله في سنته الكريمة، حين قال:
“ما التفَتَ عبدٌ قطُّ في صلاتِهِ ، إلَّا قال لَهُ ربُّهُ : أينَ تلتفِتُ يا ابنَ آدمَ ! أنا خيرٌ لكَ مما تلتفِتُ إليْهِ”.[3]
أقول ما قلت واستغفر الله العظيم لي ولكم فيا فوز من استغفر وأناب.
الخطبة الثانية عن المخدرات
إنّ الحَمد لله نحمده ونستعينه، ونشكره على ما رزقنا شكراً يوازي نعمه ويكافئ مزيده، أخوة العقيدة والإيمان، إنّ الشباب مستودع للطاقة الكامنة، مما يبحث عن منافس لتفريغها، هيئوا أبناءكم للخير ووجهوا طاقاتهم لمؤسسات العلم بميادينه الشتّى، وعلومهم اغتنام الفرص أنّ المؤمن لا ينضح إلا من إيمانه، قال رسول الله:
“لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن”[4]
الشباب أحوج ما يكونون إلى القدوة الحسنة، فاجعلوا من النبي لكم ولهم قدوة، اعتصموا بما أمر عن النواهي والتزموا العمل الصالح، وتعلموا تهذيب النفس بما يلهيها عن المعصية بكثرة الذكر والعمل الصالح، والسلام عليكم ورحمة الله وبكاته.
اقرأ ايضًا: خطبة عن خطر المخدرات على الفرد والمجتمع
خطبة عن المخدرات pdf
للحصول على نسخة من خطبتي الجمعة بموضوع المخدرات متكاملة العناصر يمن التحميل مباشرةً بصيغة الـ pdf “من هنا“، حيث تم التعرف على الأدلّة الشرعية من الكتاب والسنة في تحريم هذه المواد وأثرها على الفرد والمجتمع، وخاصةً فئة الشباب، والأوامر الإلهيّة بضرورة حفظ الشباب بإبعادهم عنها.
وبهذا ينتهي موضوع مقال اليوم الذي تضمّن خطبة عن المخدرات بالعناصر كاملة، كما أورد بفقراته رابط تحميل الخطبة كملف pdf للاحتفاظ به والاستعانة بمضمونه عند الحاجة.