هل يجوز الاحرام من عرفات للحج

هل يجوز الاحرام من عرفات للحج والعمرة، والحكم الشرعي بهذا الخصوص يجب أن يطلع عليه الحجاج والمعتمرون عن الشروع بأداء فريضة الحج أو القيام بعمرة لبيت الله الحرام، وهذا كي لا يقع الحاج بخطأ دون علم منه، ويكون حجة صحيحاً، ومن خلال موقع ويكي الخليج يتم عرض الحكم الشرعي للإحرام من جبل عرفة، هل هو جائز أم لا، وما دليل العلماء على ذلك، والدليل الشرعي من السنة النبوية.

هل يجوز الاحرام من عرفات للحج

يجوز للحاج أن يُحرم من عرفات في حال كان لديه عذر نحو ضيق الوقت أو أي عذر آخر، فلا يقع على الحاج إثم، وإحرامه يكون صحيحاً، وليس عليه دم، لكن بعض العلماء قالوا عليه دم، لكن السنة أن يُحرم الحجاج، سواء كانوا من أهل مكة ومقيمين فيها أو قادمين من خارجها من مكة المكرمة، وهذا بدليل الحديث الذي رواه عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:

“وَقَّتَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- لأهْلِ المَدِينَةِ ذا الحُلَيْفَةِ، ولِأَهْلِ الشام الجُحْفَةَ، ولِأَهْلِ نَجْدٍ قَرْنَ المَنازِلِ، ولِأَهْلِ اليَمَنِ يَلَمْلَمَ، فَهُنَّ لهنَّ، ولِمَن أتَى عليهنَّ مِن غيرِ أهْلِهِنَّ لِمَن كانَ يُرِيدُ الحَجَّ والعُمْرَةَ، فمَن كانَ دُونَهُنَّ، فَمُهَلُّهُ مِن أهْلِهِ، وكَذاكَ حتَّى أهْلُ مَكَّةَ يُهِلُّونَ مِنْها”، أخرجه مسلم باختلاف يسير. ^[1]

شاهد أيضًا: هل يجوز الصيام على جنابه في يوم عرفه

هل يجوز الإحرام من عرفات للعمره

نعم، يجوز الإحرام من عرفات للمعتمر في حال كان لديه عذر شرعي يحول دون عودته لمكة ليحرم منها، وهذا نحو ضيق وقت المعتمر، وقد استدل العُلماء بصحة ذلك من أقوال كِبار مشايخ الإسلام بهذا الخصوص، فقد ورد عن الشيخ المرداوي وهو شيخ حنبلي في الإنصاف في إحرام أهل مكة قوله: ^[2]

يَجُوزُ لهم الْإِحْرَامُ من الْحَرَمِ وَالْحِلِّ وَلَا دَمَ عليهم على الصَّحِيحِ من الْمَذْهَبِ… وَعَنْهُ إنْ أَحْرَمَ من الْحِلِّ فَعَلَيْهِ دَمٌ لِإِحْرَامِهِ دُونَ الْمِيقَاتِ بِخِلَافِ من أَحْرَمَ من الْحَرَمِ… وقال إنْ مَرَّ في الْحَرَمِ قبل مُضِيِّهِ إلَى عَرَفَةَ فَلَا دَمَ عليه.. اهـ .

شاهد أيضًا: هل يجوز الصيام على جنابة حتى الظهر في غير رمضان

حكم الإحرام بالحج والعمرة من عرفة

يجوز للحجاج والمعتمرين الإحرام من عرفة في حال وجود عذر شرعي يمنعهم من العودة إلى مكة المكرمة والإحرام منها، والعذر يكون نحو ضيق وقت الحاج أو المعتمر والذي يمنعه من العودة والإحرام في مكة كما ورد عن النبي، ولا يقع على الحاج دم في حال جرى ذلك حسب ما جاء عن بعض العلماء، وقد تباينت الآراء بينهم، فمنهم من وجد أن في حال وقوع ذلك يستلزم دم، والله تعالى أعلم.

وبهذا بلغ ختام المقال الذي كان يحمل عنوان هل يجوز الاحرام من عرفات للحج، حيث تم إثراؤه بفتاوى لمشايخ الإسلام فيما يخص الإحرام من عرفة للحاج والمعتمر، وإثباتها بالأدلة الشرعية من السنة النبوية.