هل يجوز السحور قبل الأذان الثاني
هل يجوز السحور قبل الأذان الثاني، تكثرُ الأسئلة الدينيّة المتعلقة بمختلف الأحكام الرمضانيّة مع ابتداء الليلة الأولى في شهر رمضان المُبارك، ومنها سنن السحور وأحكامه وأوقاته، والذي حث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على إحيائه قبل الفجر كما حث على تأخيره أيضًا، وعبر موقع ويكي الخليج سنتعرفُ على متى ينتهي وقت السحور، وهل يجوز تأخير السحور حتى أذان الفجر الثاني.
هل يجوز السحور قبل الأذان الثاني
يجوز للمسلم أن يأخر السحور قبل الأذان الثاني، فمن السنة أن يأخر من يريد الصوم سحوره، فعنْ سهل بن سعد -رضي الله عنه- قال: (كنت أتسحّر في أهلي، ثمّ تكون سرعتي أن أدرك السجود مع رسول الله -صلّى الله عليه وسلم-)[1]، وقد كانوا يسرعون في الأكل خوفًا من طلوع الفجر، وقد يشكل على البعض قول الإمام البخاري -رحمه الله- في صحيحه: “باب تعجيل السحور”، فيظنّ أن السنة تعجيل السحور لا تأخيره، والصحيح أن معنى قوله ذلك تعجيل الأكل في السحور خشية أن يدركهم الأذان، لأنهم كانوا يؤخرون السحور لآخر الليل ابتغاء القوة على الصيام في النهار.
اقرأ أيضًا: حكم السحور في رمضان، هل السحور شرط لصحة الصيام
وقت انتهاء السحور
ينتهي وقت السحور عندما يطلع الفجر الثاني، لقوله تعالى: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ)[2]، فإذا طلع الفجر وجب على المسلم أن يرفع يديه عن الطعام والشراب، والفجر الثاني هو الفجر الصادق، والذي يبدأ وقته عندما يستطيل ضوؤه في الأفق، ثم يزداد تدريجيًا وينتشر نوره في الشمال والجنوب إلى أن يتضح الفجر، فهذا هو الفجر الصادق الذي يدخل به وقت الصلاة عند الأذان الثاني، ويحرم مع بدئه الطعام والشراب للصائم.
اقرأ أيضًا: ما حكم تبييت النية من الليل لصيام رمضان
حكم تأخير السحور
تأخير السحور سنة وردت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقد قال زيد بن ثابت لأنس بن مالك -رضي الله عنهما-: (أنّهُمْ تَسَحَّرُوا مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثُمَّ قَامُوا إلى الصَّلَاةِ، قُلتُ: كَمْ بيْنَهُمَا؟ قَالَ: قَدْرُ خَمْسِينَ أوْ سِتِّينَ، يَعْنِي آيَةً)[3]، ومعنى قدر خمسين آية: أي قدر قراءتها.
اقرأ أيضًا: حكم الافطار في رمضان بسبب عدم السحور
فوائد تأخير السحور
إن لتأخير السحور فوائد جمّة، نذكر منها ما يأتيّ:
- تطبيق لسنة رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم-، واقتداء به، وفي هذا الأجر العظيم.
- إعانة الصائم على الصيام بقية النهار، وإعانته على فعل العبادات والطاعات والتقرب من الرحمن.
- حفظ لقوة البدن التي تضعف كلما مضى الوقت في الصيام، فيصبح قادرًا على أداء الطاعات.
- ذكر أهل العلم أن في تأخير سحور رمضان مخالفة لأهل الكتاب، إذ إنهم يأكلون قبل منتصف الليل، فقد قال النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: (فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب، أكلة السحر).
هكذا، يكون قد تمّ التعرف على إجابةِ سؤال هل يجوز السحور قبل الأذان الثاني، فضلاً عن وقت ابتداء سحور رمضان وانتهائه، والحكمة التي وردت في سنة تأخيره.